صورة دولة قطر لدى الرأي العام المغربي: بين الالتزام السياسي الخليجي وتناقض الخطاب الإعلامي



 تقرير رسمي صادر عن المركز المغربي للدراسات واستطلاع السياسات الإعلامية


صورة دولة قطر لدى الرأي العام المغربي: بين الالتزام السياسي الخليجي وتناقض الخطاب الإعلامي


مقدمة التقرير


يقدّم المركز المغربي للدراسات واستطلاع السياسات الإعلامية هذا التقرير التحليلي بناءً على بحث ميداني واستطلاع رأي وُجِّها لقياس صورة دولة قطر لدى المجتمع المغربي، مع التركيز على العلاقة بين:


الخطاب السياسي الرسمي لدولة قطر تجاه المغرب،


والأداء الإعلامي للمؤسسات القطرية والأذرع المرتبطة بها.



ويرصد التقرير كذلك مدى وعي المغاربة بأن الموقف القطري الرسمي تجاه المغرب جزء من التزامات قطر داخل مجلس التعاون الخليجي، وليس قراراً منفرداً للدولة.



---


منهجية التقرير


العينة: 420 مشاركاً


مدن البحث: الدار البيضاء، الرباط، طنجة، فاس، مراكش، أكادير


الفئات العمرية: 16–55 سنة


أدوات البحث: استمارة إلكترونية + مقابلات مباشرة


نوع المعطيات: أسئلة مغلقة وأخرى مفتوحة


مدة التنفيذ: ثلاثة أيام 




---


نتائج استطلاع الرأي


1. تقييم السياسة الرسمية لقطر تجاه المغرب


56%: تعتبر الموقف الرسمي القطري “محايداً وإيجابياً”.


31%: يرونه “إيجابياً في العموم”.


13%: يعتبرونه “متناقضاً”.



لكن عند تحليل الأسئلة المفتوحة:


> 65% من المشاركين يؤكدون أن الموقف القطري الرسمي تجاه المغرب ناتج عن التزام قطر بتوجهات مجلس التعاون الخليجي، وليس قراراً مستقلاً.




وتكررت ملاحظات مثل:


“قطر كتتبع الخط الخليجي ومايمكنش تجيب موقف خاص بها”


“موقفهم الرسمي مفروض خليجياً”




---


2. تقييم الإعلام القطري


71%: الإعلام القطري “سلبي أو متحيّز ضد المغرب”.


19%: “متوسط”.


10%: “مهني”.



وتقول الأغلبية إن تغطية الإعلام القطري:


تركّز على ملفات داخلية مغربية حساسة.


تستضيف ضيوفاً معارضين للوحدة الترابية.


تستخدم خطاباً سياسياً غير متوازن.




---


3. مدى استقلال الإعلام القطري عن الدولة


82%: الإعلام القطري يعكس سياسة الدولة مباشرة.


14%: العلاقة “جزئية”.


4%: الإعلام مستقل.



وهذه النتيجة تؤكد أن المغاربة يرون الإعلام القطري كجزء من المنظومة السياسية وليس ككيان مستقل.



---


4. التناقض بين الخطاب الرسمي والإعلام


73%: التناقض “مقصود ومنهجي”.


21%: “محاولة للجمع بين تهدئة دبلوماسية وخطاب إعلامي هجومي”.


6%: “صدفة أو غير مقصودة”.



أغلب المشاركين ربطوا هذا التناقض بـ:


> التزام قطر بخط مجلس التعاون خليجياً، مقابل توظيف الإعلام كأداة نفوذ خارجية.





---


تحليل المركز المغربي للدراسات


1. السياسة الرسمية القطرية تجاه المغرب محكومة بالتوجه الخليجي


خلص المركز من تحليل المعطيات النوعية إلى أن:


قطر لا تتصرف بشكل منفرد في ملفات استراتيجية تخص العلاقات مع المغرب.


الخطاب السياسي القطري تجاه المغرب هو جزء من الموقف الخليجي الموحد تجاه المملكة.


لذلك يتسم الخط الرسمي القطري بالحياد والمرونة، لأنه نابع من إطار مؤسساتي خليجي أكثر من كونه خياراً سيادياً مستقلاً.



بمعنى أوضح:


> الموقف الرسمي القطري تجاه المغرب هو امتداد لبنية مجلس التعاون الخليجي، الذي يُلزم أعضاءه بالحفاظ على علاقات إيجابية مع الرباط.





---


2. الإعلام القطري يتحرك خارج هذا الخط الرسمي


على عكس الخطاب الدبلوماسي المنضبط:


الإعلام القطري يشتغل بمنهج هجومي وانتقادي تجاه المغرب.


يتناول ملفات حساسة لا يستطيع الخط الرسمي التطرق إليها.


يعكس استراتيجية إعلامية قطرية معروفة بالجرأة والتحريك السياسي.



هذا التناقض ليس عشوائياً بل يعكس:


> تقسيم أدوار بين خطاب رسمي مقيّد خليجياً، وإعلام قطري له وظائف سياسية أوسع.





---


3. مسؤولية قطر عن إعلامها


يؤكد المركز، وفقاً لنتائج الاستطلاع:


أن المغاربة يعتبرون أن قطر مسؤولة عن رسائل إعلامها.


وأن محاولات فصل الإعلام عن الدولة غير مقنعة لدى الرأي العام المغربي.


وأن الإعلام القطري جزء من القوة الناعمة للدولة وليس مؤسسة مستقلة.




---


خلاصة التقرير


يستنتج المركز المغربي للدراسات ما يلي:


1. الموقف الرسمي القطري تجاه المغرب إيجابي ومحكوم ببنية مجلس التعاون الخليجي، وليس قراراً سيادياً مستقلاً.



2. الإعلام القطري هو المتغير الرئيسي الذي يخلق صورة سلبية عن قطر لدى المغاربة بسبب تغطيات متحيّزة أو مستفزة.



3. 81% من المغاربة يحمّلون قطر الدولة مسؤولية خط تحرير إعلامها، معتبرين أنه جزء من استراتيجيتها.



4. التناقض بين الخطاب الرسمي والإعلام يبدو للرأي العام المغربي سياسةً ممنهجة تهدف إلى الجمع بين الالتزام الخليجي وتحقيق نفوذ إعلامي.



ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.