‏بنكيران يريد المال العام… لحضور تنظيم حماس الإرهابي!

 


‏بنكيران يريد المال العام… لحضور تنظيم حماس الإرهابي!
في خطوة تثير الاستغراب والقلق، طالب عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وزارة الداخلية بصرف الدعم المالي العمومي المخصص لمؤتمر الحزب الوطني التاسع. الطلب في حد ذاته ليس جديدًا، لكن ما جعله صادمًا هو أن من بين المدعوين لحضور المؤتمر ممثل عن حركة حماس، المصنفة كتنظيم إرهابي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وعدة دول أخرى.
هذا الحدث يطرح سؤالًا جوهريًا:
هل يُعقل أن تُمول خزينة الدولة المغربية نشاطًا سياسيًا يحضره ممثل عن تنظيم إرهابي؟
وهل يُعقل أن يستمر التساهل مع تصرفات حزب أصبح بشكل متكرر يتحدى ثوابت الدولة المغربية وتحالفاتها الدولية؟
دعوة حماس ليست زلة لسان ولا اجتهاد فردي، بل خطوة مدروسة تحمل رسالة سياسية خطيرة مفادها أن العدالة والتنمية بقيادة بنكيران مستعد للتموقع خارج الإجماع الوطني، حتى لو أدى ذلك إلى الإضرار بصورة المغرب دوليًا.
المغرب لطالما بنى علاقاته الدولية على الاعتدال والانفتاح، وقدم تضحيات كبرى في سبيل مواجهة التطرف ومكافحة الإرهاب. واليوم، نجد أنفسنا أمام حزب سياسي، لا يكتفي بطلب تمويل عمومي من أموال دافعي الضرائب، بل يوجه تلك الأموال (إن حصل عليها) نحو أنشطة تستدعي من تعتبره دول العالم تهديدًا للأمن والاستقرار.
هذا السلوك لا يمكن اعتباره ممارسة ديمقراطية، بل هو انزلاق خطير نحو العبث السياسي، وتطبيع خفي مع التطرف، باسم "حرية التعبير" و"الديمقراطية الحزبية".
الخطير أيضًا أن هذه الدعوة تأتي في وقت حساس تمر فيه العلاقات المغربية مع شركائها الاستراتيجيين بلحظات دقيقة، خاصة مع الدول التي تتعامل بصرامة شديدة مع أي علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع التنظيمات المصنفة إرهابية.
صمت الدولة على هذه الاستفزازات يطرح بدوره تساؤلات مقلقة. هل وصل بنا التراخي إلى درجة غض الطرف عن سلوكيات تمس بأمننا القومي؟ وهل أصبح بنكيران فوق المحاسبة، يُحرّك حزبه كما يشاء، حتى لو كان ذلك على حساب صورة المغرب ومصالحه العليا؟
ختامًا، ما يقوم به بنكيران وحزبه ليس فقط خروجًا عن الإجماع الوطني، بل هو تهديد مباشر لصورة المغرب واستقراره السياسي والدبلوماسي.
الدولة مطالبة اليوم بموقف حازم.
لا يمكن أن يُمول التطرف باسم الديمقراطية.
ولا أن تُستدعى حماس بمال الشعب المغربي.

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.