حماس... مقاولة السماح: لماذا يدفع العرب ثمن فواتيرها

 "حماس... مقاولة السماح: لماذا يدفع العرب ثمن فواتيرها؟"



بقلم: محمد الغمري – الشيخ جمجمة


 دماء الفلسطينيين... تمويل سياسي لمشروع إخواني!


في كل مرة تشتعل فيها غزة، يُفتح الباب لجولة جديدة من الموت، والدمار، والتهجير. يخرج العرب إلى الشوارع غاضبين، يصرخون ضد المجازر، ويطالبون بوقف العدوان، لكنهم لا ينتبهون إلى السؤال الأهم: من أشعلها هذه المرة؟ ومن المستفيد الحقيقي؟ ولماذا، في كل مرة، تكون مقاولة "السماح" الإخوانية هي البادئة والمستفيدة في نفس الوقت؟


لقد حان وقت تسمية الأشياء بمسمياتها. حماس ليست مقاومة... حماس مقاولة دموية، تُوظّف المأساة الفلسطينية في خدمة مشروع سياسي أكبر منها، تقوده عواصم إقليمية، وتُحرّكه حسابات الإخوان لا حسابات الشعب الفلسطيني.



"مقاولة السماح"... من غزة إلى الهاوية


من قال إن حماس تمثل فلسطين؟ ومن منح مقاولة "السماح" حق المتاجرة بمصير شعب بأكمله؟ حماس، التي نصّبت نفسها ظلّ الله في غزة، ليست سوى ذراع إخواني يُحرّك من الدوحة ويُسلّح من طهران، ويُصفّق له من فوق منابر "الممانعة" الكاذبة.


هذه الجماعة، التي قادت غزة إلى الهلاك، حوّلت سكان القطاع إلى دروع بشرية لحماية مشروعها الإخواني. مشروع لا يهدف لتحرير فلسطين، بل لإفشال حل الدولتين، وإبقاء الشعب الفلسطيني رهينة، لصالح نفس اليمين الصهيوني الذي يرفض هذا الحل أيضًا.



---

 "مقاولة السماح"... في خدمة القصور لا القضايا


حين نتحدث عن "مقاولة السماح"، فنحن لا نتحدث عن حركة مقاومة، بل عن شركة سياسية تُدار من الخارج. أغلب قادتها يعيشون في قصور قطر، أو إقامة مريحة في تركيا، أو منازل فاخرة في بريطانيا. يتحدثون عن غزة من شاشات التلفاز، ويُقرّرون الموت لأطفالها من خلف الميكروفونات.


من يُصدّق أن من يعيشون تحت المكيفات، يقررون المقاومة بمن يعيشون تحت الأنقاض؟ هذه ليست مقاومة... هذه مقاولة دموية تُشغّل وجع غزة كوقود للمتاجرة الإخوانية.



---

 المنقذ السري لليمين الإسرائيلي


كلما تورّط نتنياهو في قضايا فساد أو واجه خطر إسقاط حكومته، تخرج حماس من جُحرها لتنفذ عملية تُعيد ترتيب أوراق اللعبة. تُشعل الجبهة، يتوحد الإسرائيليون خلف اليمين المتطرف، وتُنسى الفضائح. إنها هدية سياسية متكررة من حماس إلى صقور إسرائيل.


وكلما اقترب حل الدولتين، أو تحركت الأمم نحو الاعتراف بفلسطين، تأتي الضربة في التوقيت المريب، وتُفجر كل شيء. ثم تعود غزة إلى الركام، ويُهجّر أهلها، وتُؤجل أحلام الدولة الفلسطينية... من جديد.



من دماء غزة... إلى شيطنة الحكام العرب!


بعد كل مجزرة، يخرج الشارع العربي غاضبًا – وهذا طبيعي – لكن الإخوان لا يضيعون الفرصة: يبدأون في توجيه الغضب ضد الحكام العرب، يتهمونهم بالخيانة، وبالعمالة، ويُطالبون بقطع العلاقات. والهدف؟ ليس نصرة فلسطين، بل إسقاط الأنظمة!


وفي المقابل، يتم تلميع صورة حماس، وغسل جرائمها، وتحويلها إلى "رمز المقاومة"، رغم أنها كانت الشرارة الأولى في كل مرة. إنهم يعيدون تدوير الأكاذيب، ويسرقون عواطف الناس، لتصبّ في مصلحة مشروع لا علاقة له بفلسطين.


فلسطين ليست رهينة عند الإخوان... ولن ندفع فواتيرهم بعد اليوم!


لقد آن الأوان أن نقولها بصوت عالٍ: لسنا مجبرين أن ندفع ثمن كل مغامرة دموية يقررها قادة "المقاولة" من فنادق الدوحة أو شقق إسطنبول. فلسطين ليست لعبة، وشعبها ليس كبش فداء.


المغاربة – والعرب – ليسوا أعداء لفلسطين، بل أعداء لمن حوّلوها إلى رهينة، ومشروع استثماري طويل الأمد. من يريد دعم فلسطين؟ فليبدأ بإدانة من يمنع قيام الدولة الفلسطينية، ويُفشل كل مبادرة سلام.


نعم... حماس ليست مقاومة.

هي مقاولة إخوانية تخدم اليمين الإسرائيلي، وتقتات على جراح غزة.

وفلسطين لا تُحرر بالمتاجرة، بل بالعقل والسياسة، وبالكرامة.


ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.