مؤثمر العدالة والتنمية: كيف تحوّلت خرجات بنكيران إلى معاول لهدم مصالح الوطن؟

 مؤثمر العدالة والتنمية: كيف تحوّلت خرجات بنكيران إلى معاول لهدم مصالح الوطن؟



بقلم محمد الغمري 

في خضم التحديات الإقليمية والدولية التي يواجهها المغرب، تخرج علينا بين الفينة والأخرى أصوات محسوبة على حزب العدالة والتنمية، تتقمّص دور “المعارضة الأخلاقية” بينما تمارس في العمق دور "المعارضة التخريبية". على رأس هذه الأصوات، نجد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، الذي تحوّلت خرجاته الإعلامية من أدوات تواصل سياسي إلى قذائف لفظية تستهدف استقرار البلد، وتطعن في توجهاته السيادية، وتشكك في اختياراته الاستراتيجية.


من معارض للحكومة إلى خصم للدولة


لم يعد خافياً أن بنكيران، منذ خروجه من رئاسة الحكومة، اختار الاصطفاف في موقع "الخصم" بدل الناقد البناء. تصريحاته المتكررة ضد اتفاقيات التعاون الدولي، وعلى رأسها اتفاقيات أبراهام، تُقرأ اليوم كأداة سياسية لضرب توجه الدولة نحو الانفتاح والشراكة، لا كوجهة نظر وطنية بديلة.


العدالة والتنمية، الذي شارك في تدبير الشأن العام لعقد من الزمن، يعرف جيداً تعقيدات الدبلوماسية والمصالح العليا. لكنه يتجاهل كل هذا حين يهاجم خطوات المغرب الاستراتيجية، لا لشيء سوى لتسجيل نقاط انتخابوية أو لإرضاء دوائر أيديولوجية ضيقة.


تهجّم على المغاربة باسم "القيم"


الخطير في خرجات بنكيران أنها لا تقتصر على مهاجمة السياسات، بل تتعداها إلى التهجم على فئات واسعة من الشعب المغربي. من الشباب إلى الفنانين، ومن نساء المغرب إلى المثقفين، لا يسلم أحد من لسان بنكيران. وكأن لسان حاله يقول: "إما أن تتفقوا معنا، أو فأنتم منحرفون، عملاء، مائعون".


هذه النظرة الاستعلائية تقسم المغاربة إلى "أخيار وأشرار"، بحسب معيار الولاء للحزب لا بحسب خدمة الوطن. وهي نظرة لم تعد تنطلي على أحد، خاصة بعد أن تهاوت شعارات "المرجعية الإسلامية" أمام واقع الفضائح والتناقضات.


التشويش على المسار الوطني


توقيت خرجات بنكيران ليس بريئاً. كلما اقترب المغرب من إنجاز دبلوماسي، أو فتح اقتصادي، أو تحدٍ إقليمي، يخرج بعبارات مشككة، أو يتحدث عن "بيع فلسطين" أو "الرضوخ للصهاينة"، وكأن المطلوب هو جرّ المغرب إلى عزلة إيديولوجية في وقتٍ تشتعل فيه المنطقة.


هل يعقل أن يخرج من كان يوماً رئيس حكومة ليُزايد على الدولة في الوطنية؟ هل من الأخلاق أن تستعمل قضية مقدسة مثل فلسطين كأداة لجلد الوطن واتهام مؤسساته بالخيانة؟


خلاصة: اللعبة مكشوفة


لقد سقط القناع. من يظن أن العدالة والتنمية تدافع عن مبادئ فهو واهم. الحزب اليوم يمارس المعارضة باستعمال الشعبوية، والشخصنة، وضرب الثوابت الوطنية. وبنكيران، الذي رفض أن يغادر السياسة بشرف، اختار أن يكون مؤثراً على حساب المصلحة العامة.


لكن المغاربة اليوم أكثر وعياً. لا تُخدعهم الشعارات. ولا تؤثر فيهم الدموع التماسيحية. من يهاجم وحدة الوطن، ويطعن في اختياراته الاستراتيجية، ويقسم المجتمع، لن يجد له مكاناً سوى في مزبلة السياسة.

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.