بنكيران... يسبّ المغاربة بـ"الحمير" من أجل فلسطين؟!

نحن مع فلسطين كقضية إنسانية عادلة، نرفض الاحتلال، وندعم حقوق الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة، ولكن في الوقت نفسه نحن مع العلاقات الدولية المتوازنة التي تخدم مصالح المغرب أولاً، بعيدًا عن المزايدات والشعارات الاستهلاكية التي أكل عليها الدهر وشرب.

في هذا السياق، يخرج علينا عبد الإله بنكيران بخطاب هستيري جديد، يخلط فيه بين الدفاع عن فلسطين وسبّ المغاربة، واصفًا بعضهم بـ"الحمير" لأنهم لا "يفهمون" القضية على طريقته الخاصة! وكأن حب فلسطين صار حكرًا عليه، وكأن من لا يردد خطابه الشعبوي فقد خان، ومن اختلف معه فقد استحق الإهانة.

فلسطين لا تحتاج إلى مهرج يتحدث باسمها وهو يجلد شعبه، بل تحتاج إلى رجال مواقف، لا رجال شعارات.

نعم، نحن مع فلسطين، ولكن دون أن نجلد وطننا أو نقطع صلاتنا بالعالم.

المغرب دولة ذات سيادة، تبني تحالفاتها بناءً على مصالحها الاستراتيجية، ولا أحد يحق له أن يحتكر الوطنية أو يوزع صكوك الوفاء لفلسطين. بنكيران، الذي صمت يوم كان في الحكم، فجأة صار ثوريًّا بعدما فقد السلطة، وها هو اليوم يحاول أن يعوّض فشله بالتطبيل الشعبوي والصراخ فوق منصة من قشّ.

من يسبّ المغاربة لا يحق له أن يتحدث عن كرامة الفلسطيني.

ومن يستغل القضايا الكبرى ليصفي حساباته، لا يمثل إلا نفسه.

كفى مزايدة. كفى ضجيجًا.

المغرب أولاً، وقضايانا أولاً، ولن نكون "فلسطينيين" أكثر من الفلسطينيين أنفسهم.

ندعم فلسطين، لكن لا على حساب كرامتنا، ولا على حساب سيادة وطننا.