حين يسبّ بنكيران الشعب ويهدد الدولة: هل نصمت بعد؟

 حين يسبّ بنكيران الشعب ويهدد الدولة: هل نصمت بعد؟



بقلم محمد الغمري 

في سابقة خطيرة ومُقلقة، خرج عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بتصريحات مشينة وصادمة خلال تجمع نقابي نظمه ذراع حزبه يوم فاتح ماي 2025. لم يكتف بنكيران بترديد خطابات شعبوية فارغة، بل تجاوز كل الخطوط الحمراء ووصف جزءًا من الشعب المغربي بـ"الميكروبات" و"الحمير"، فقط لأنهم لا يشاركونه شعاراته ولا يسبّحون باسمه ولا يركعون لمقدّساته الأيديولوجية.

هل بلغ بنا الانحطاط السياسي إلى هذه الدرجة؟ مسؤول سابق في الدولة يسبّ الشعب علنًا، أمام الحشود، دون خجل ولا احترام؟ أين نحن؟ وهل من المقبول أن يُهان المواطن المغربي بهذه الطريقة الوقحة والمريضة من طرف من كان يتقلد منصبًا ساميًا؟

والأخطر؟ أنه لم يتوقف عند السبّ والقذف. بل راح يردد شعارات من قلب مدرجات الملاعب، شعارات تنضح بالفوضى والعدمية، يقول فيها: "يا الدولة يا دولة أش ديري بينا .. صايفطينا لفلسطين نقاتلوا الصهاينة"

هل هذا زعيم سياسي أم مهرّج شعبوي؟ وهل نحن أمام موقف تضامني مع فلسطين، أم تحريض مفضوح على الدولة؟ هذه ليست دعوة للجهاد، بل دعوة لخلق الفوضى. حين يُردد زعيم حزبي هذا الكلام، فهو لا ينقل عاطفة شعبية، بل يُحوّلها إلى مشروع تعبوي خطير يُحرّض الشباب على التمرد، ويُمهّد لتفريغ مؤسسات الدولة من شرعيتها.

بنكيران لا يدافع عن فلسطين، بل يستغلها، ويستعملها كحصان طروادة لتبرير مشروعه التخريبي. يريد تحويل النقاش الوطني إلى فوضى أيديولوجية، يُشيطن فيها الدولة، ويُصور الوطنية كخيانة، ويُقدم التبعية لأجندات خارجية على أنها بطولة.

وهنا السؤال الجوهري: إلى متى الصمت؟ وإلى متى يُسمح لهذا الرجل باستغلال موقعه السياسي لبثّ الكراهية والتحريض؟ هل أصبح حزب العدالة والتنمية مجرد غطاء لاحتضان الأصوات الخارجة عن الإجماع الوطني؟ كيف يُعقل أن يُنظم بنكيران تجمعات يُعطى فيها الميكروفون لمن يُشجّعون على تمزيق الوطن من الداخل، ويهاجمون ثوابت الدولة، ويُشككون في وحدتها الترابية؟

نحن لا نتحدث هنا عن "رأي سياسي" أو "حرية تعبير". نحن أمام مشروع تخريبي متكامل الأركان، يقوده بنكيران بدم بارد. مشروع يضرب في عمق الاستقرار الوطني، ويستهدف المؤسسات، ويُهيّئ الأرضية للفتنة والانقسام.

المغرب ليس لعبة. ومن يسبّ الشعب ويهدد الدولة ويتآمر على الوطن، يجب أن يُواجه. لا مبرر للتساهل، ولا مجال للمهادنة. الدولة المغربية مطالَبة اليوم بأن تتحمّل مسؤوليتها كاملة، وأن تضع حدًا لهذا العبث.

عبد الإله بنكيران لم يعد مجرد معارض سياسي. لقد تحوّل إلى خصم داخلي، خطره على استقرار الوطن لم يعد خفيًا. ما قاله ليس زلّة لسان، بل إعلان نوايا. ومن يتطاول على هيبة الدولة، يجب أن يعرف أن المغرب خط أحمر و المغرب أولا.

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.