سقوط بن كيران من الدرج… أهون من سقوطه الأخلاقي
سقوط بن كيران من الدرج… أهون من سقوطه الأخلاقي
بقلم محمد الغمري ( الشيخ جمجمة)
في زمن عزّ فيه الشرف، وسقطت فيه الأقنعة، لم يعد عجيباً أن نرى من كانوا بالأمس يتشدقون بالمبادئ، يهرولون اليوم نحو وحل المزايدة والنفاق.
عبد الإله بن كيران، رئيس حكومة سابق، وزعيم حزب لطالما ادّعى الطهرانية، سقط مؤخراً من الدرج. حادث مؤلم بلا شك، ولكن ما هو أهون من سقوطه الأكبر: سقوطه الأخلاقي والسياسي المدوي.
سقوطه من الدرج جرح جسده، أما سقوطه القيمي فقد جرح ذاكرة المغاربة التي لم تعد تنسى ولا تغفر. بن كيران الذي ملأ الدنيا صخباً ضد التطبيع، نراه اليوم يفتح منصة حزبه لإخوان تركيا ليمرروا رسائل تخريبية ضد وطنه، تحت شعار "محاربة التطبيع"!
أي سقوط هذا؟ أي نذالة تلك؟ أن تستقوي بأجنبي، وتحرضه على بلدك بدعوى الدفاع عن فلسطين، بينما بلده غارق في علاقات تجارية وعسكرية مع إسرائيل!
سقوط بن كيران الأخلاقي هو حين فضّل الطعن في الدولة بدل تصحيح مسار حزبه. هو حين اختار أن يكون بوقاً لإخوان الخارج بدل أن يكون رجل دولة مسؤولاً عن خطابه وسلوكه.
سقط بن كيران من الدرج؟ نعم. ولكن لا تقلقوا عليه، فالعظم يُجبر. أما السقوط في وحل الشعبوية والنفاق، فذلك سقوط بلا عودة.
ختاماً، نقول له: سقطة الجسد تُعالج، أما سقوط الضمير… فذاك مرض عضال لا دواء له. ولن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين، ولن نسمح لتجار الدين أن يزايدوا على وطن اسمه المغرب، عنوانه الكرامة، وشعاره تمغربيت… انتماء وشرف

ليست هناك تعليقات