هل يمكن للجزائر أن تقارن نفسها بالإمارات؟

 هل يمكن للجزائر أن تقارن نفسها بالإمارات؟



في زمن لم تعد تُقاس فيه الدول بمساحتها ولا بتاريخها الثوري، بل بوزنها الاقتصادي ونفوذها السياسي، يحق لنا أن نطرح سؤالًا صادمًا ومحرجًا:

هل تستطيع الجزائر أن تقارن نفسها بالإمارات؟


الاقتصاد: من يملك مفاتيح اللعبة؟


الجزائر دولة نفطية، نعم، لكنها دولة ريعية هشّة، ترتعش ميزانيتها مع كل هبوط في أسعار النفط، وتعيش على عائدات الخام والغاز دون تنويع حقيقي.

الإمارات، على النقيض، صنعت اقتصادًا متينًا ومتنوعًا: طيران، سياحة، خدمات مالية، موانئ، تجارة دولية، طاقة متجددة... بل صارت دبي وحدها تنافس دولًا كاملة في مؤشرات الأعمال والاستثمار.


فمن يملك القرار الاقتصادي؟

من يُحدد الأسعار؟ من يصدر الفرص؟

الجزائر تنتظر، والإمارات تصنع.


السياسة الخارجية: من يُملي ومن يُملى عليه؟


الجزائر ترفع شعار "عدم الانحياز" لكنها في الواقع غارقة في التبعية:


ولاء كامل لموسكو.


عداء موروث للمغرب.


خلاف دائم مع باريس.


علاقات مشوّشة مع تونس وليبيا.

والنتيجة؟ عزلة سياسية مقلقة.



أما الإمارات، فتلعب على كل الحبال:


تحالفات استراتيجية مع الولايات المتحدة.


علاقات اقتصادية مع الصين.


تطبيع علني مع إسرائيل.


تفاهمات مع إيران.


وتأثير مباشر في ملفات ليبيا، السودان، اليمن، والقرن الإفريقي.



من المتفرج؟ ومن المُخرج؟

الجزائر تُعلّق... والإمارات تُوقّع.


الإعلام: من يُوجّه الرأي العام؟


الإمارات تمتلك واحدة من أقوى الأذرع الإعلامية في العالم العربي:

سكاي نيوز عربية، ذا ناشيونال، منصات رقمية ضخمة، دعم لمنصات عربية عديدة.


أما الجزائر، فما زالت تعيش في زمن نشرات الثامنة: إعلام رسمي باهت، ومواقع صفراء تردد ما يُملى عليها من فوق.


وحين تجرأت الإمارات عبر إعلامها على المسّ بالهوية الجزائرية، كان الرد الرسمي متأخرًا، مرتبكًا، بلا تأثير يُذكر.


الأزمات الداخلية: من يحكم من؟


الجزائر غارقة في مشاكلها:


نظام سياسي مأزوم.


معارضة مفككة.


اقتصاد مهدد.


شباب ناقم.


ونخبة مشكوك في ولائها.



في المقابل، الإمارات تُدار بعقلية شركات لا عقلية وزارات. تُخطط على المدى الطويل، تُغيّر وزراءها كما تُغيّر استراتيجياتها، وتبني مستقبلًا رقميًا بينما ما زال البعض يناقش في الجزائر: هل نُدرّس الفرنسية أم الإنجليزية؟


الخلاصة:


الإمارات دويلة جغرافيا، لكن إمبراطورية تأثيرًا.

الجزائر دولة شاسعة، لكنها ثقيلة الحركة، بطيئة القرار، مثقلة بالماضي.


فلا يُزعجنا السؤال... بل يجب أن يُوقظنا:

هل الجزائر في موقع المقارنة أصلًا؟

وهل نُصارح أنفسنا بحقيقة أن القوة  ليست بمساحة الدولة ( الأراضي الموروثة من الاستعمار و مملوكة له أصلا)، بل في من يملك اقتصاد قوي؟


الإمارات كتبت حاضرها.

فمتى تفعل الجزائر؟


ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.